قراءة في رواية (ظل الريح ) للكاتب الاسباني كارلوس زافون
(ستقرأ الرواية في جلسة واحدة ولن تنام الليل وانت تتعقب ظل الريح، لن يسمح لك زافون بأن تترك الكتاب قبل ان تبلغ النهاية) هذا ما قاله عنها يوشكا فيشر وزير خارجية المانيا الاسبق
هذه الرواية هي الجزء الأول من رباعية (مقبرة الكتب المنسية ). والتي صدر منها حتى الآن 3 أجزاء وهي (ظل الريح )، ( لعبة الملاك)، (سجين السماء) ولم يترجم
للعربية سوى أول جزئين حتى الآن، وهما متوفران الكترونياً لمن يرغب
الجميل أن هذه الأجزاء غير مترابطة، ويمكن قراءة أي منها على نحو مستقل
تبدأ أحداث الرواية حين يصطحب سيمبري الأب ابنه دانيال الذي فقد أمه ويفتقدها بشدة ، الى مقبرة الكتب المنسية ، ليختار كتاباً بشكل عشوائي على شرط أن يحافظ عليه مدى الحياة ، وهكذا يتدخل القدر ليجعل دانيال يختار روايةً للكاتب خوليان كاراكس، ومن هنا يجد دانيال نفسه متورطاً رغماً عنه في حياة أناس آخرين لتتشابك بعدها الأحداث بشكلٍ غير متوقع
رواية تحبس الانفاس، تجد نفسك متورطاً في فك طلاسمها، سلسلة لا نهائية من
المفاجآت، وصف مذهل لأعمق اعماق النفس البشرية وما يعتريها من افكار ومشاعر، تشابيه بليغة وتصويرات جميلة مدهشة
عدد كبير من الشخصيات التي تشكل كل منها جزءاً من رقعة البزل او لوحة الفسيفساء
كل شخصية تصلح لتكون بطلاً للرواية ولكل، منها حياة كاملة بكل تفاصيلها وهي جميعها ضرورية لتكوين النسيج العام للقصة
كل شخصية قد وضعت بالمقادير المناسبة لإعداد طبخة روائية رائعة المذاق
رغم كثرة التفاصيل، فلا يوجد في الرواية تفصيل فيها زائد عن الحاجة او غير ضروري للحبكة الكلية
تبدو الاسرار المتتالية مغوية كدمى الماتريوشكا الروسية كما شبهتها مجلة لو فيغارو الفرنسية
برع الكاتب بتوريط القراء في روايته الى أبعد درجة، حيث تجد نفسك تقرأها باستخدام حواسك الخمسة وخيالك
تكره احدى الشخصيات طيلة الاحداث وتراها شيطاناً، اًلتكتشف فجأة ان الشيطان هو البطل الذي ظننته مظلوم لتتحول مشاعرك ودون سابق انذار من مشاعر بغض وكره لا حدود لهما الى مشاعر تعاطف وحنان عميقين
مع كثرة الشخصيات وتشابك الاحداث، توقعت ان الكاتب قد تفلت منه تفصيلة صغيرة أو أن يقع في فخ تضارب الاحداث مع بعضها، لكنه برهن عن اتقان شديد في حبكة قصته وادق تفاصيلها
رغم العدد الكبير من الشخصيات التي تحيا في عصور مختلفة ، إلا أننا نجد في هذه الرواية أن تاريخ البشر يعيد نفسه ، ورغم أننا يمكننا التنبؤ بالأحداث والاختيارات والتصرفات في حياة الأشخاص حولنا، الا أننا نتفاجأ كل مرة وكأنها أول مرة
رغم العدد الكبير من الشخصيات التي تحيا في عصور مختلفة ، إلا أننا نجد في هذه الرواية أن تاريخ البشر يعيد نفسه ، ورغم أننا يمكننا التنبؤ بالأحداث والاختيارات والتصرفات في حياة الأشخاص حولنا، الا أننا نتفاجأ كل مرة وكأنها أول مرة
لن أحرق عليكم الأحداث، لكني بلا شك أنصحكم بقراءة هذه الرواية لتستمتعوا كما استمتعت بها، فرغم كونها رواية طويلة، لكنها وبلا شك تستحق القراءة اكثر من مرة
الترجمة متقنة بشكلٍ عجيب واللغة العربية سلسة وراقية ومثالية، ويظهر جلياً كمية الجهد التي بذلها المترجم في عمله
معلومات عن الرواية
كارلوس زافون، ظل الريح، 521 صفحة
المترجم معاوية عبد المجيد
سوري من مواليد 1985
مقدمة متميزة جداً من أحمد مجدي همام
دار النشر مسكيلياني، تونس - بيروت 2016
لابد كذلك من ذكر روعة الغلاف الذي صممه الشاعر محمد النبعان، والذي خط كلماته الفنان سمير قويعة
دمتم قارئين
محبتكم شيرين الخس
No comments:
Post a Comment