Thursday, 19 March 2020

قراءة مختصرة لرواية (الساعة الخامسة والعشرون)- للكاتب الروماني قسطنطين جيورجيو




قراءة في رواية (الساعة الخامسة والعشرون)  للكاتب الروماني قسطنطين جيورجيو وترجمة د. فائز كم نقش
عدد الصفحات 506





أنهيت أمس قراءة رواية (الساعة الخامسة والعشرون)  للكاتب الروماني قسطنطين جيورجيو وترجمة د. فائز كم نقش
وهي ملحمة أدبية كتبت عام 1949 ومنعت في أوروبا سنيناً طويلة. فيها كم فظيع من الظلم والقهر والألم
استمرت روحي بالنزف وعيوني بذرف الدموع على امتداد ساعاتي القليلة التي رافقتني فيها هذه الرواية،  فرغم كونها تعتبر طويلة نسبياً، إلا أنها شدتني ووجدت نفسي اقرؤها بلهفة وسرعة وشعرت أنني متورطة فيها أجري من صفحة لأخرى بحثاً عن بصيص أمل يضيئ حياة البطل ايوهان مورتيز الشاب الروماني الذي لعبت الصدف دورها الأكبر في كل ما جرى في حياته من مآسٍ لا يمكن لإنسان أن يتحملها، ورغم انتقاله من مأساةٍ إلى أخرى على امتداد الرواية إلا أنه بقي محافظاً على إنسانيته وطينته الخيّرة،  على نحو مثير للعجب والإعجاب على حدٍ سواء.
تناقش الرواية العديد من القضايا المصيرية،  إلى جانب سردها لاحداث الحرب العالمية الثانية،  كالدين والمصير والهوية والحرية والتطور التقني.
كما ان الرواية تعتبر صرخة استنكار ورفض في وجه الأيديولوجيات المتطرفة التي استعبدت الإنسان وشوهت إنسانيته و روضته ليصبح مواطناً في المجتمع الآلي، واعتبرته عدواً يهدد سلامة البشر وبذلك أباحت لنفسها الفتك به بكافة الطرق ودون أدنى شعور بالذنب. وربما يمكننا اعتبارها رواية الأحلام الإنسانية المهدورة.

الجدير بالذكر أن هذه الرواية التي حصل كاتبها على جائزة نوبل كانت ممنوعة في رومانيا في الحقبة الشيوعية ولم يسمع المواطنون الرومانيون عنها وعن كاتبها.


من أكثر الاقتباسات إثارةً للفزع،  هي مقولة تريان:
"لقد أشرفَ العالم على دخولِ ساعته الخامسة والعشرين، وهي التي لن تشرق الشّمس من بعدها على الحضارة البشريّة أبداً، والتي لن يحلّ بعدها يومٌ جديد، إنّها السّاعة التي سيتحوّل فيها البشر إلى أقليّة عديمة القدرة على التّفكير لا وظيفة لها غير إدارة جحافل الآلات وصيانتها وتنظيفها".

إن الساعة الخامسة والعشرون ماهي إلا تلك الساعة التي يتعذر فيها على الإنسان النجاة بحياته من هلاك مؤكد.  هي (اللحظة التي تكون فيها كل محاولة للإنقاذ عديمة الجدوى،  بل إن قيام المسيح نفسه لن يجدي فتيلاً.  إنها ليست الساعة الأخيرة،  بل هي ساعة ما بعد الساعة الأخيرة.  ساعة المجتمع الغربي.  إنها الساعة الراهنة.. الساعة الثابتة المضبوطة).
ولتوضيح ما يعنيه الكاتب بهذه الساعة فقد اورد القصة التالية:
كان الغواصون في الماضي،  عندما ينزلون إلى أعماق البحر،  يصطحبون معهم عدداً من الأرانب البيضاء، حتى إذا بدأت هذه الأرانب بالموت يدرك الغواصون بانه لم يبقَ لديهم من الأكسجين إلا ما يكفي لخمس ساعات، يبدؤون فيها رحلة النجاة إلى سطح الماء. والساعة الخامسة والعشرون هي تلك التي تحل بعد انقضاء الساعات الخمس التي تلي موت الأرانب البيضاء.

المتهم الأول في كل المآسي التي رافقت شخصيات الرواية، هو الإنسان، الذي تخلى عن إنسانيته، وانضم للمجتمع التقني، الذي يحوِّل الإنسان إلى آلة، منخرطا في لعبة قذرة يتناوب فيها على دوري الجلاد والضحية.

ما زاد من تأثير هذه الرواية الرائعة هو كونها عابرة للأزمنة والأماكن،  فهي تصلح لزماننا هذا كما لو أنها تتناول احداثه الراهنة على امتداد العالم أجمع. حيث أن الكثير من الناس يفقدون إنسانيتهم ولا يعدون اكثر من ارقامٍ تعامل حسب انتمائها وقد تنتقل من معسكرٍ إلى المعسكر المعادي دون إرادة أو نية،  بل وربما عن طريق الخطأ. كما ان الكثيرين من الأفراد يجدون أنفسهم ضمن جماعاتٍ تقاتل فريقاً ما،  دون أن يفهموا السبب أو الدافع.
تعتبر رواية (الساعة الخامسة والعشرون) نقداً عنيفاً موجهاً للحداثة والمجتمع المعاصر؛ و تتناول ألم الإنسان المقهور أو نهايته المؤلمة، وهي رواية ساحرة، محبوكة بتشويق ومهارة، لا ينفك الحب يلقي ظلاله على امتدادها ليذكرنا بإنسانية البشر وربما بإمكانية انتصار الإنسانية على المجتمع الآلي بمحافظته على عواطفه السامية.

 والجدير بالذكر أنه قد جرى تحويل هذه الرواية المميزة لفيلم من إنتاج فرنسي إيطالي يوغوسلافي مشترك سنة 1967، بطولة ممثل عبقري هو أنطوني كوين



بعض الاقتباسات التي أثرت بي:

- إن الإنسان يستطيع السيطرة على كل الحيوانات المفترسة. غير أن حيوانا جديدا ظهر على سطح الأرض في الآونة الأخيرة. وهذا الحيوان الجديد اسمه : المواطنون.
إنهم لا يعيشون في الغابات، ولا في الأدغال، بل في المكاتب. ومع ذلك فإنهم أشد قسوة وضراوة من الحيوانات المتوحشة في الأدغال. لقد ولدوا من اتحاد الرجل مع الآلات. إنهم نوع من أبناء السفاح، وهو أقوى الأصول والأجناس الموجودة على سطح الأرض.



- إن المجتمع الآلي يستطيع ابتداع رفاهيك، لكنه لا يستطيع خلق الفكر. وبدون الفكر لا توجد العبقرية. وإن مجتمعًا محرومًا من رجال عباقرة، مقضيٌّ عليه بالفناء. "


- ليس كل انسان مشابها في القوة او في الضعف لكل انسان اخر .
الآلات وحدها يمكن ان تكون متكافئة فيما بينها .هي وحدها يمكن ان تستبدل و ان تفكك اجزاؤها وتحول الى عناصرها الرئيسية او الى حركات أساسية .فاذا تشبه الانسان بها حتى يماثلها ،فلن يبقى حينها انسان واحد على سطح الأرض.



- إنه ليس الأسف للبقاء بل إنه الحنين إلى شيء نعتقد في صحته في خيالنا، شيء لن نمتلكه أبداً. وإذا بلغناه، فإننا سرعان ما نجد أنه لم يكن هو موضوع أحلامنا. لعل أمريكا لم تكن هدفي المنشود. لعلها كانت حجة اكتئابي. إن أمريكا ليست إلا اختراعاً لفقه حنيننا. وقد يكون عدم رؤيتها أقل خيبه لآمالنا مما لو شاهدناها حقيقة


- هناك بعض الميتات التي لا تخلّف وراءها جثثاً



وكما العادة أنصحكم بقراءة هذه الملحمة لتعيشوا تفاصيلها المشبعة بالمشاعر الإنسانية المختلفة وتحكموا عليها بأنفسكم.





دمتم قارئين
شيرين الخس

قراءتي في رواية (كافكا على الشاطئ) – الكاتب الياباني هاروكي موراكامي


قراءة في رواية (كافكا على الشاطئ) – الكاتب الياباني هاروكي موراكامي



الرواية من ترجمة إيمان رزق الله. منشورات المركز الثقافي العربي - الدار البيضاء المغرب. الطبعة الثانية ٢٠١٠



عدد الصفحات ٦٢١









لطالما سمعت عن هذه الرواية في عدة مواقع للقراءة، لكني كلما هممت بقراءتها كنت أجدني أؤجل قراءتها وأبدأ بكتابٍ آخر. وهكذا تأجلت قراءتها عدة سنواتٍ وها قد حان الوقت وقرأتها الآن. في الواقع، أعتقد أن هذا التأجيل كان خيراً، لأن قراءتها في هذا الوقت بالذات كان لها تأثيرٌ عميقٌ جداُ في تفسي ربما لم أكن مستعدةً في الماضي لخوض هذه التجربة العميقة.



في الحقيقة، لا أعتقد أن أحداً مهما كانت براعته يمكنه كتابة ريفيو على مستوى الرواية، لكني سأحاول أن أشارككم تجربتي المتواضعة معها لعلها تكون سبباً في حث بعضكم على قراءتها وخوض هذه التجربة الفريدة بحق.

(كافكا على الشاطئ) هي رواية لا شبيه لها. فهي رواية سريالية تطرح أسئلةً وجودية عميقة وتمزج الحقيقة بالخيال بطريقة سحرية تجعل من الصعب على القارئ أن يفرّق بين ما هو حقيقي وما هو خيالي.

هي رحلة مضنية هدفها البحث عن الذات تتم عبر سلسلة طويلة من التجارب العميقة التي تبدأ بتقبّل الآخرين على اختلاف مشاعرهم ومعتقداتهم ودوافعهم لتنتهي بتقبّل الذات كما حدث مع بعض الشخصيات، لكنها تنتهي بتغيير جذري للذات كما حدث مع شخصيات أخرى.



من شدة تأثير الرواية، أطوي الصفحة الأخيرة منها فأراني أطلق زفرةً حَرّة وأحدق في الفراغ لفترةٍ طويلة، وبعد أن أعود إلى رشدي أسأل نفسي (والآن ماذا؟ أي رواية قد تصلح للقراءة بعد "كافكا على الشاطئ؟"), سؤالٌ محيّرٌ حقاً. أهز رأسي بعنفٍ في محاولة لإخراج شخصياتها السحرية من عقلي وإفراغ ذهني وتجهيزه لشخصيات روائية جديدة تسكنه، دون جدوى. أعتقد أن هذه الشخصيات قد انضمت فعلياً إلى قائمة الشخصيات الروائية التي نقشت في ذاكرتي الهشة إلى الأبد.

وبمجرد خروجي من نوبة الذهول هذه، أجدني قد اتخذت قراراً حاسماً بضرورة قراءة كل الروايات التي تمت ترجمتها لهذا الروائي الفذّ هاروكي موراكامي. وعليه أقوم مباشرةً بتنزيل كل أعماله المترجمة على جهاز القراءة الخاص بي تمهيداً لإنهائها جميعاً في أقرب وقت.

وقد قرأت إلى الآن العديد منها، وتوصلت إلى قناعةٍ شخصية- ربما تتفقون معي عليها أو لا- وهي أن تاريخ القارئ قد يقسم إلى ما قبل وما بعد هاروكي موراكامي.



نُشرت هذه الرواية عام 2002 بلغتها الأم اليابانية، وتمت ترجمتها إلى اللغة الإنجليزية عام 2005 ليتم إدراجها مباشرةً ضمن قائمة (أفضل 10 كتب للعام 2005) حسب صحيفة نيويورك تايمز.

تتكون الرواية من 49 فصلاً يعتبر كلٌّ منها قطعةً من الفسيفساء التي تشكّل في نهاية هذه التحفة الأدبية الصورة الكاملة التي أراد هاروكي موراكامي رسمها لنا عبر قلمه. كل فصلٍ يروي جزءاً من حكاية إحدى الشخصيات، ويتنقّل الكاتب من فصلٍ لآخر بسلاسة ورشاقة.

في بداية الرواية، قد يعتقد القارئ أن الكاتب يكتب قصصاً قصيرةً عن أحداث وأشخاص لا رابط يجمعهم، ليكتشف مع تقدم الأحداث أن جميع هذه الشخصيات تترابط وتتقاطع أقدارها بطريقةٍ ساحرةٍ عصية على الوصف لتتكشف له الألغاز في نهاية المطاف.  

في الرواية عدة شخصياتٍ أساسية كلها مؤثرة ومثيرة للتأمل، لكن الشخصيات المحورية هما شخصيتين: الشخصية الأولى هي كافكا الصبي ذو الخمسة عشر عاماً (ليس هذا اسمه الحقيقي لكنه الاسم المزيف الذي اختاره لنفسه), أما الشخصية الثانية فهي العجوز ناكاتا البسيط، الذي يعاني من حادثٍ في طفولته يحوله من شخصٍ طبيعيٍّ إلى شخصٍ غبي ينسى كل شيء بما في ذلك الكتابة والقراءة, ويجد نفسه غبياً يملك موهبة التفاهم مع القطط.



على الرغم من عدم وجود أي روابط ظاهرية بين هذين الشخصين- فيما عدا البلدة التي ينحدران منها- ورغم عدم اجتماعهما أبداً،  إلا أن أقدارهما تتشابك بطريقةٍ غريبة وتؤثر اختيارات وقرارات كل منهما في حياةٍ الآخر بشكلٍ مذهلٍ يجعله موراكامي يبدو طبيعياً ومنطقياً رغم سريالية الأحداث.

من الشخصيات الرئيسة أيضاً (هوشينو) الذي يسخره القدر دون نية مسبقة منه، لخدمة ومساعدة العجوز ناكاتا في مهمته القدرية. أثناء رحلتهما معاً يبدأ هوشينو باكتشاف ذاته وسبر أغوارها ليجد أنها تمر في رحلة تحوّل جذرية، فلا يعود الشخص الذي كانه في بداية الرحلة. ومن الجدير بالذكر أن الموسيقى تلعب دوراً مهماً في عملية التحوّل هذه.

هناك أيضاً (الآنسة ساييكي) التي مرت بتجربة مريرة في مراهقتها, فقدت على إثرها جزءاً من نفسها, بقي حبيساً للماضي لتقضي بقية عمرها بانتظار الموت.

كما أن هناك (أوشيما) الذي يعاني من القدرة على الاندماج كلياً في المجتمع بسبب هويته الجنسية غير التقليدية.

بالإضافة إلى عدة شخصيات ثانوية من حيث المساحة الممنوحة لها في القصة، رغم أن أدوارها مفصلية كجوني واكر ومعلمة ناكاتا و فتاة القطار. الذين كان لهم الأثر الكبير في تحريك الاحداث ودفع عجلة الرواية للأمام بطريقة مذهلة.

جميع هذه الشخصيات تخوض رحلتها الخاصة نحو التعرف على الذات، منها من يتقبل حقيقته ومنها من يتغير ويتطور.

الموضوعات التي تتناولها الرواية بفلسفة تتسم بالعمق والبساطة في آنٍ واحد، وفي اطارٍ عبثي غرائبي, هي الموت, الحب, الفراق والذكريات. فيرينا موراكامي عبر سرده المدهش والحوارات العميقة كيف تتداخل هذه الموضوعات لتشكل الشخصيات وتنحتها بفرادة مذهلة. حيث نرى كيف يختلف تأثيرها على كل شخصية حسب تجاربها وخبراتها ورؤيتها المختلفة للحياة.  

الجدير بالذكر هو الثقافة الموسيقية العميقة لموراكامي والتي تظهر جلية في هذه الرواية وباقي أعماله التي قرأتها حتى اللحظة. ويمكن اعتبار الموسيقى أحد العناصر الرئيسة في (كافكا على الشاطئ) كما في باقي أعمال موراكامي. إذ تلعب دوراً كبيراً في التأثير على بعض الشخصيات, كما تمنحنا فهماً أعمق لشخصياتٍ أخرى.
حيث يجعلنا موراكامي- بوصفه الدقيق الشغوف للمقطوعات الموسيقية الكلاسيكية وميكانيكية عزفها- نسرع إلى اليوتيوب ونبحث عن هذه المقطوعات التي ربما نكون قد سمعناها كثيراً, فنسمعها من جديد وكأننا نسمعها للمرة الأولى فنكتشف فيها سحراً لم نشهده من قبل, ونشعر أننا نستمع إليها برفقة شخصياته ونتذوقها وفق منظورهم لها.

ما يميز موراكامي هو ملامسته لأعمق الأعماق في الذات البشرية ووصفه البارع للمشاعر الدفينة التي لا نجرؤ عادةً على مجرد التفكير فيها.

وإن أردت استخلاص الرسالة التي أراد موراكامي توصيلها عبر روايته (كافكا على الشاطئ) لقلت هي تقبل الذات ومسامحتها عبر تقبل الآخر كما هو وتفهّم واحترام دوافعه ومشاعره ومبادئه.


أترككم مع بعض الاقتباسات التي أعجبتني: (علماً أنها كثيرة, لكني سأكتفي ببعضها فقط)


- للحظةٍ أتجمد في مكاني, لكن علي أن اعود مهما حدث. أشعر بغصةٍ ساخنة في صدري. وقوة مغناطيسية تشدني إلى البلدة خلفي. قدماي تتجمدان في مكانهما، أتسمر أفقد كل إحساسي بالزمن. إنني عالق بين فراغين. لم أعد أميز الخطأ من الصواب. لم أعد أعرف ما الذي أريده حتى. أقف وحيداً وسط عاصفة رملية رهيبة. لا أقدر على الحراك، ولا على رؤية أطراف أصابعي. لا أستطيع الحراك. رمال بيضاء كالعظام المسحوقة تلفني في قبضتها. لكنني أسمع صوت الآنسة ساييكي تقول بحسم "عليك أن تعود". ينفك السحر وأعود إلى ذاتي. يتدفق الدم الدافئ في جسدي من جديد، فأتابع طريقي. هذا هو المهم وهذا ما علي فعله.  






-كل منا يفقد شيئاً عزيزاً عليه، فرصاً، إمكانيات، مشاعر لا يمكننا استعادتها أبداً. كل هذا جزء من معنى كوننا نعيش. ولكن في داخل رؤوسنا - أو هذا ما أتصوره أنا- نخزّن الذكريات في غرفة صغيرة هناك. غرفة كالرفوف في المكتبة. ولنعي الأعمال التي كتبتها قلوبنا، علينا أن نصنفها وننظمها ببطاقات، ونزيل عنها الغبار من حينٍ لآخر. ونجدد لها الهواء ونغير الماء في أواني الزهور. بكلمات أخرى، ستعيش إلى الأبد في مكتبتك الخاصة بك


-الزمن كحلم قديم غامض، وتستمر أنت في التحرك محاولًا اختراقه، ولكن حتى لو ذهبت إلى آخر الأرض فلن تتمكن من الفرار منه، عليك أن تذهب الى هناك إلى حافة العالم.

-مع كل فجر جديد لا يكون العالم هو نفسه، ولا تكون أنت الشخص نفسه. محاصرون نحن داخل تفاصيل حياتنا اليومية، حتى لتبدو أحداث الماضي نجوماً قديمة خبا ضوؤها، فلم تعد تشغل محلًا في أذهاننا، ثمة الكثير لنفكر فيه كل يوم، والكثير لنتعلمه.


-خاطر غريب يجعل كل ما أراه أمامي يتخذ مظهرًاَ غير حقيقي، وكأنَّ ريحًا ستهبُّ وتذروه. القدر أحيانًا كعاصفة رملية صغيرة لا تنفكُّ تغير اتجاهاتها.


-السماء نفسها تبدو منذرة بالشؤم في لحظة ومبتسمة بترحاب في لحظة أخرى، يعتمد الأمر على الزاوية التي تنظر منها.


ملاحظة: قمت بكتابة وإعادة كتابة هذه القراءة مراتٍ عديدة، وما زلت غير راضية عنها, فقراءة رواية كهذه تجعلك حقاً تشعر بالعجز عن التعبير عن الأفكار التي تعصف برأسك بسببها. لكنني أستطيع الجزم بأنه سيفوتكم الكثير إن لم تقوموا بقراءة هذه التحفة الأدبية العظيمة.









دمتم قارئين

شيرين الخس